نظرة متعمقة فى الدين الإسلامي
The Reason for the Attributes of God
تأليف
إيهاب بكر
باحث في مقارنة األديان
2022
مقدمة
هذا الكتاب هو رؤية وقناعة شخصية وصلت إليها بعد أن قراءة الكثير والكثير من الكتب,
وال اريد ان افرض هذه القناعة على أحد وال أريد أن يقتنع بها أو يتبعها احد, لكنها فقط
بوابة للعبور إلى عالم آخر, بوابة يجب أن يمر منها كل إنسان عاقل يريد أن يعرف اإلجابة
عن لغز الحياة, أنا لست ملحدا, واعلم تمام العلم أن هناك خارج المكان والزمان كيان قوي
وقادر قد صنع الكون وصنع الكائنات, لكنني لم أجد هذا الكيان فى األديان اإلبراهيمية
جميعا.
هذا الكيان قد يكون قد )صنع وترك(, او انه )صنع ويراقب( كما يحدث فى التجارب
المعملية, او انه )صنع ويراقب وسيحاسب( او سيصطفي, االفتراضات كثيرة وال نهائية
وكل فرضية تحتاج إلى دراسة وتحليل.
كل هذه االفتراضات لن نستطيع ان نتأكد منها أو نختبرها ألن المعلومات غير موجودة,
وبما أن الحياة في نظرنا جميعا هى مكان لإلختبار والتقييم للبشر ومعرفة الصالح
والطالح, فمن األصح أن يكون هذا اإلختبار بدون اى غش او تمييز, بمعنى أن وجود
األديان فى حياتنا هو تسهيل لهذا اإلمتحان على بعض البشر, الذين ولدوا فوجدوا أنفسهم
على هذه األديان.
فمثال إذا افترضنا ان الدين )اليهودي, المسيحي, اإلسالمي( هو الحق وان من يلتزم بتعاليم
هذا الدين هو الفائز, ستجد أن هناك تمييز ألصحاب هذه الديانات , ألنهم وبكل بساطة ولدوا
فوجدوا انفسهم يدينون بهذه األديان, اما من ولد فوجد أسرته ومجتمعه وبلده يعبدون
األصنام, وبالتالى تم تلقينه من الصغر على عبادة األصنام, هو في الحقيقة قد ظلم.
مثال ذلك:
إذا أردت إجراء إمتحان لمجموعة من الطالب لمعرفة الصادقين منهم, حتى تعتمد عليهم
وتحملهم األمانة أو تكافئهم.
هل ستقول لهم )انا سوف اختبركم فى الصدق ومن يكذب فهو خاسر( ؟
ام انك ستختبرهم و تراقبهم من بعيد حتى تستطيع ان تحكم عليهم بحق وتعرف )الصادق
و الكاذب(.
الطبيعي في هذا اإلختبار أو أي إختبار آخر للحكم على الطباع واألخالق, أن يكون إختبار
)سري(, وال يعلم الممتحنين أن المطلوب منهم هو إظهار الجانب األخالقي من شخصياتهم,
ألنهم إن كانت طباعهم سيئة وأخالقهم معدومة, كل المطلوب هو التمثيل واإلدعاء خالل
فترة اإلمتحان انهم اشخاص على خلق, والنتيجة انهم سينجحون جميعا.
هل هذا يعتبر إمتحان ؟
فى الماضي كنت إذا اردت ان اختبر احد العاملين في شركة لمعرفة أمانته وهل من الم مكن
أن يسرق إذا توافرت له الشروط أم أنه شخص أمين.
فى هذا اإلختبار القديم كنت اضع بعض المال فى مكان يمر به هذا الشخص, وإذا وجد
المال ثم أخذه ولم يعلن عن ذلك اقوم بطرده من العمل, أما إذا ترك هذا المال او اعلن عن
وجوده, كنت أقوم بتوظيفه ألنه شخص أمين.
لكن هذا اإلختبار اصبح قديم جدا ومعروف للجميع, وإذا قمت اآلن بتكرار مثل هذا
اإلختبار, سينجح الجميع حتى لو كانوا جميعا سارقين بسبب معرفتهم بهذه الحيلة.
ما أقصده هنا هو أن معرفة نوعية االختبار فى بعض االختبارات تؤثر بالتأكيد على
النتيجة, ألن بعض االختبارات وخاصة التى تختبر )الطباع واألخالق(, يجب أن تكون
سرية ومعقدة, ويجب أن ال يعلم الممتحن انه فى إمتحان حتى تكون النتيجة حقيقية
وعادلة.
لذلك إذا كانت الدنيا بحق دار لإلختبار, فأنا أعتقد أن اإلله يجب أن ال يعلن عن نفسه, وال
يرسل لنا الرسل باألديان والتعاليم التي ستجعل جزء من البشر الذين وصلت لهم هذه
التعاليم ينجحون وهم ال يستحقون النجاح.
كما أعتقد أن إله حكيم وقادر وقوي وخالق, لن يحتاج لمن يسبحه ويصلي له ويتعبد
ويتذلل, فهو ال يحتاج إلى كل هذا.
كوننا داخل إمتحان, أو أننا تجربة علمية فى معمل لكائنات أعلي وأفضل, او ان هناك خالق
قام بهذه المعجزة ثم انشغل بشيء آخر, كل هذا ال يهم ولن نستطيع ان نتأكد منه, لكن
المهم هو أن نعيش فى هذه الدنيا خالل فترة حياتنا القصيرة بحب وود وتسامح وأخالق,
حتى تكون األرض مكان آمن للحياة, وتكون الحياة سعيده مثل الجنة التي تتقاتل عليها
األديان.
إجعلوا األرض جنة خالل حياتكم القصيرة وتعايشوا بحب وتسامح.
فى السطور القليلة القادمة, سأثبت أن األديان الثالثة اإلبراهيمية ليست من عند اإلله,
واننا نعيش اكبر كذبه إخترعت ألهداف سياسية.